[تخريج حديث «أكره أن تعلوني أستي» و بيان عدم صحته]
  عليه وإن كان مبالغة في التعمية على قريش ليوهمهم أنه معهم وعلى دينهم، ويحتمل أن دخوله النار كان لبعض حقوق العبادات التي كانت عليه بعد البعثة.
  وقد ذكر البرزنجي في أول رسالته في مبحث نجاة الأبوين نجاة جميع الآباء وأنهم كانوا على التوحيد.
  ثم قال في مبحث نجاة أبي طالب: لم ينقل عن أحد من أعمام النبي ÷ أنه قال: لِمَ تسب آباءنا، وتشتم آلهتنا، وتسفه أحلامنا، كما قالته بقية قريش.
  فلو عرفوا من آبائهم ذلك لقالوا: اترك ذكر آبائك بسوء، وأما عداوة أبي طالب فكانت بسبب مصاهرة أبي سفيان، فإن أبا لهب كان متزوجاً أخت أبي سفيان أم جميل، وسميت في الإسلام أم قبيح، وهي حَمَّالة الحطب، فكان أبو لهب يهوى هواهم، فالظاهر أن أبا طالب كان على ملة آبائه، ولو عبد أبو طالب صنماً يلزم أن يكون أول من أشرك من هذه السلسلة الطاهرة، ولم يثبت بطريق ثابت أن أبا طالب أول من أحدث الشرك وعبادة الأصنام من هذا النسب الطاهر والسلسلة المباركة، والأصل عدم ذلك، فهو تبع لعبد المطلب في كل أحواله من مكارم الأخلاق، وحماية الذمار، والرياسة حتى خرج من الدنيا وهو على ملة عبد المطلب، وهذا هو الذي أشار إليه أبو طالب لما قال لكفار قريش هو على ملة عبد المطلب فخاطبهم بكلام مجمل له محمل