(15) الإمام جعفر الصادق # «أبو عبدالله»
  مولده بالمدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام سنة ٨٠ هـ وعاش زمناً طويلاً في العراق، ومات في المدينة سنة ١٤٨ هـ عن ثمان وستين سنة، ودفن في البقيع في قبة أهل البيت $.
  ومثله أشهر من أن نترجم له في هذه العجالة، ونشأ في مهد العلم وأحضانه وتربى في بيت النبوة والوحي، وتغذى بلباب الحكمة والعلم، وارتشف من معين صاف، وشهرته ومكانته وعلمه لا يخفى.
  وإذا استطال الشيء قام بنفسه ... وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
  تفرغ لنشر العلم، وكان مفسراً محدثاً عالماً حكيماً عابداً زاهداً، لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط.
  جل المحدثين عالة عليه، وعلى آبائه الطاهرين من أئمة بيت النبوة وعلى تلاميذهم فكيف نحصي عمن روى، ومن روى عنه إذا كان ابن عقدة تد جمع في كتابه أسماء من رووا عن الإمام الصادق أربعة آلاف رجل.
  كذلك لا نحتاج أن ننقل قول أبي حنيفة: (ما رأيت أفقه منه)، ولا توثيق كل المحدثين له فقول البعض: ثقة لا يسأل عن مثله، هي أقل ما يمكن أن يقال في حقه فهو فوق أن يقال له: ثقة، وفوق أن يعدل ممن هم دونه علماً وفكراً وورعاً وقد ذكر له صاحب معجم المفسرين ثلاثة مؤلفات هي:
  - تفسير القرآن.
  - منافع سور القرآن.
  - خواص القرآن العظيم.
  وهي قليل من كثير، وقطرة من مطرة، فقد أغنى خلال عمره المديد الحياة والفكر بحسن السيرة، والعلم الغزير، و الإشراقات الروحية،