الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

حرف الجيم

صفحة 151 - الجزء 1

  والاستنباط العقلي، ونشر من الأحاديث ما حاول الحكام المستبدون إخفاءه لأنه يزلزل أركان الاستبداد.

  وجاهد في الله حق جهاده بالعلم والعبادة والتقوى في عصر خضبت فيه دماء أهل البيت في مقاتل بشعة فقد استشهد عمه الإمام الأعظم زيد بن علي في مقتلة شبيهة بالتي حدثت للحسين أبي الشهداء فبكاه الإمام جعفر أحر البكاء وقال فيه: «قام زيد بن علي # مقام صاحب الطف» وقال أيضاً: إنه خرج على ما خرج عليه آباءه ووددت أن أصنع كما صنع عمي فأكون مثل عمي، وقال أيضاً: من أحبني فليخرج بخروج عمي والله ما خلف فينا لدين ولا دنيا خير منه.

  ومضى جعفر # ينشر العلم بكل ما أتيح له من معرفة وإيمان، ويحول كل الذين دسوا عليه ليسيئوا إليه إلى أولياء حميمين.

  هذا هو جعفر الصادق الإمام العظيم الذي احتج به الستة في صحاحهم إلا البخاري، وهذا ما عناه الشاعر العلامة أبوبكر بن شهاب الدين بقوله:

  قضية أشبه بالمرزئه ... هذ البخاري أمام الفئه

  بالصادق الصديق ما احتج في ... صحيحه واحتج بالمرجئه

  من مثل عمران بن حطان أو ... مروان وابن المرأة المخطئه

  مشكلة ذات عوار إلى ... حيرة أرباب النهى ملجئه

  وحق بيت يممته الوري ... مغذة في السير أومبطئه

  أن الإمام الصادق المجتبى ... بفضله الآي أتت منبئه

  أجل من في عصره رتبة ... لم يقترف في عمره سيئه

  قلامة من ظفر إبهامه ... تعدل من مثل البخاري مائه

  قال ابن المديني: سئل يحيى بن سعيد القطان عن جعفر الصادق.