حرف الميم
  المسجد بعد ذلك وثب الرجل العمري نسلم عليه وجعل يقول: الله اعلم حيث يجعل رسالته، فوثب أصحاب الرجل عليه وقالوا: ماهذا؟ فشاتمهم. وكان بعد ذلك كلما دخل موسي خرج يسلم عليه ويقوم له. فقال موسى لأولئك النفر من شيعته ومواليه: أيما كان خيراً ما أردتم أو ما أردت؟
  قبض عليه الخليفة العباسي موسى الهادي وحبسه فرأى علي بن ابي طالب في المنام يقول له: يا موسى «هل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم» فانتبه من نومه فزعاً وقد عرف أنه المنادي فأمر بإطلاقه ثم تنكر له من بعد ذلك فهلك قبل أن يوصل الى الكاظم أي أذي.
  ولما ولي هارون الرشيد بث عليه العيون وقبض عليه وحبسه عند الفضل بن يحيى ثم أخرجه من عنده فسلمه إلى السندي بن شاهك ومضى الرشيد إلى الشام وأمر يحيى بن خالد السندي بقتله. فقيل: أنه سم، وقيل: بل غمر في بساط ولف حتى استشهد. ثم أخرج للناس وعمل محضر أنه مات حتف أنفه وترك ثلاثة أيام على الطريق يأتي من يأتي فينظر إليه ثم يكتب في المحضر ودفن في مقبر قريش ببغداد.
  انظر: عمدة الطالب ص ٢٢٥، مقاتل الطالبيين ٤١٣ - ٤١٥، وفيات الأعيان لابن خلكان ٢/ ١٧٢ - ١٧٣، مروج الذهب ٢/ ١٩٥، تاريخ بغداد ١٣/ ٢٧ - ٣٢، صفة الصفوة ١/ ١٠٣، أعيان الشيعة ٢/ ٥ - ١٢، الأعلام ٧/ ٣٢١، البداية والنهاية ١٠/ ١٨٣