فصل في الكنى
  قال ابن أبي الرجال: استأثر بكثرة الرواية لسلامته من سيوف أعداء الله.
  قلت: ولأنه كان كثير الملازمة للإمام فقد قال: صحبت زيداً بالمدينة قبل قدوم الكوفة خمس سنين أقيم عنده في كل سنة أشهر كلما حججت ثم مافارقته حتى قدم الكوفة وحتى قتل ~ فما أحدث عنه الحديث إلا وقد سمعته مرة او مرتين او ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً او اكثر من ذلك وما رأيت هاشمياً مثل زيد بن علي فلذلك اخترت صحبتة على جميع الناس. وسئل أبو خالد: كيف سمعت هذا الكتاب عن الإمام أبي الحسين؟
  قال: سمعنا من كتاب قد وطأه وجمعه فما بقي أحد من أصحاب الإمام زيد ممن سمع معي إلا قتل.
  يقول الإمام محمد أبوزهرة بعد نقله للمطاعن في أبي خالد:
  «وانا لنلمح أن الطاعنين في أبي خالد كلهم من غير طائفة الزيدية، بل إن منهم من يصرح بأن سبب اتهامه له بالكذب محبته لآل البيت، أو مغالاته في محبتهم وتبريره خروجهم على بني أمية، ولقد وجدنا بعض الذين يكتبون في أولياء الله من الذين آمنوا يهملون ذكر زيد ويذكرون آباءه وإخوته وأولاده وأولاد إخوته وأولاد عمومته لأنه خرج وأحدث فتنة في زعمهم وإذا كان هؤلاء وأشباههم يأخذون على مثل الإمام زيد هذا، ويأخذون على أبي خالد إفراطه في محبة الإمام زيد فإنا نأخذ عليهم إفراطهم ومغالاتهم في اعتبار كل خارج على حكام بني أمية من المشكوك في رواياتهم وإذا كان الأول إسرافاً لا ضرر فيه فإنا نظن أن الإسراف الآخر إسراف فيه ضرر وهو موالاة الظالمين ورحم الله الشافعي في أوصافه وتقديره للحق في ذاته ورحم الله أبا حنيفة الذي قال في خروج زيد «ضاها خروج النبي ÷ يوم