الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

منهجي في التحقيق

صفحة 31 - الجزء 1

  وقد راعيت في كل ترجمة ضبط الاسم والكنية أولا، ثم ضبط التواريخ، ثم ذكر بعض من روى عنهم ماحب الترجمة وبعض من روى عنه في الأمالي خاصة ثم في غيرها، ثم بعض ماقيل فيه من مدح وتوثيق وتعديل أولا، ثم كذلك بعض وأهم ماقيل فيه من ذم وقدح وتجريح ثانياً مع ملاحظة الدفاع عمن يستحقه ومن أيقنت أنهم ظلموه من دون مبرر إلا الاختلاف في المذهب أو الرأي أو بسبب حديث معين رواه ولم يعجب الجارحين. وقد أغضيت عن بعض التجريح لاعتقادي عدم مراعاة الجارح لأي وازع من دين أو ضمير يزجره عن تناول الأعراض بهذا الشكل المخجل السافر الذي ساهم في زيادة الفرقة والشتات بين أبناء القبلة الواحدة.

  كما ذكرت بعض الجرح فيمن هو اجل وأورع واتقى من جارحيه كالصادق وأبي خالد الواسطي، لأبين خبط المتورطين في الجرح والتعديل ومدى جرأتهم على الأعراض، ومن أجل الرد على ما يلزم الرد عليه، أو الإكتفاء ببعض ردود السابقين على هؤلاء. وجل الرواة في كتب الحديث عند الزيدية إنهالت عليهم السهام بسبب رواياتهم أحاديث الفضائل، وصب عليهم أولئك الذين امتهنوا هتك الأعراض جام غضبهم، وقد هالني ما قرأت من هتك و قدح وتجريح وتفسيق وتكفير. ولا أخفي أني استفدت كثيراً من خلال متابعتي لأقوال هؤلاء في بعض المترجم لهم في معرفة مصطلحات هؤلاء الجارحين الذين نصبوا أنفسهم حكاماً على العباد يطعنون كل من مر بهم بمدى احقادهم ونوازعهم وأهوائهم وفي بعض الأحيان كانت مطاعنهم دليلا عليهم وتوثيقاً للمترجم.

  فعندما يقولون مثلا: «قدري» فهم يطلقونها على القائل بأن أفعال العباد بإختبارهم ومنهم أي «العدلي».

  وعندما يقولون: «مرجي» فهم يطلقونها على القائل بأن الإيمان قول وفعل أي «العدلي»

  وكذلك قولهم: «رافضي جلد» يطلقونها على كل شيعي محب لاهل البيت