مقدمة
مقدمة
  
  الحمد لله الذي أبان طرق الحق للسالكين، ونصب عليها أدلة للمسترشدين، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}[الأنفال].
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار.
  وبعد: فإن هذا الزمان قد اشتدت فيه المحن، وتأججت فيه نيران الفتن، وأقيمت البدع وتركت السنن، وكثرت فيه المذاهب المختلفة، والأقوال المتعارضة غير المؤتلفة.
  ولما كانت فتنة الإمامية قد انتشرت في البلاد، وكادت أن تطبق الأغوار والأنجاد، ودخلت في أوساط الناس، وكثر بسببها الالتباس، وكاد أن يهلك فيها الكثير، ويكون صريعَها الجمُّ الغفير، لأن دعوتهم إلى التشيع منتسبة، وإلى أهل البيت الطاهر متقربة، وكل دعوة جعلت شعارها حب الآل، يكثر انتشارها وقبولها.
  أحببت أن أبين عوارها، وأكشف ستارها، وأوضح بوارها في مختصر مفيد، يسهل تناول ألفاظه، فيكون لمن أراد الحذر ناصحاً ونذيراً.
  وليس هو بفكرة جديدة ابتكرتها لم يسبقني إليها غيري، بل قد ألف الأئمة الهداة، والعلماء الأعلام مؤلفات كثيرة في الرد عليهم، ولكنها تقاصرت الهمم عن البحث والإطلاع، واتكل الكثير على المختصرات البسيطة.