الحز والقص لما تدعيه الإمامية من النص،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

مقدمة

صفحة 6 - الجزء 1

  وقد جعلت هذا المختصر خاصاً بالبحث حول النص الذي تدعيه الإمامية، ونقد الروايات التي يتعلقون بها نقد علمياً حديثياً، بالتفتيش والتنقيب عن رجال تلك الأخبار، وبيان جرحهم عند الإمامية، وإذا كانت الإمامية تعرف علم الرجال، ولدى علمائها معرفة بالجرح والتعديل، فعليهم أولاً أن ينظروا في كتبهم ومؤلفاتهم ثم ينقحوها ويصححوها من الروايات الضعيفة التي لا صحة فيها، كيف تنتقد الإمامية أهل السنة بأنهم يعتمدون على الروايات الضعيفة، ويروون عن الرجال المجروحين، وتراهم يفتشون في كتب الجرح والتعديل عند أهل السنة لكي يردوا عليهم من كتبهم ومن كلام علمائهم.

  ثم ترى الإمامية يهملون هذا الجانب فيما يروونه ولا يعولون عليه، وكأنهم يجعلون ويعتبرون ما بأيديهم من الروايات هي الحق وغيرها الباطل، وهذه دعوى، كلُّ طائفة تتنصل لها وتجرها إليها، أو لم تعلم الإمامية بأن في أخبارها وكتبها الغث والسمين، والصحيح والضعيف، بل إني أعتقد بأنهم أضعف الفرق في الأخبار الصحيحة، وأقل الطوائف رواية عن النبي ÷، ويكثرون الرواية والاحتجاج بأقوال أئمتهم التي يروونها، حتى أنك لو جادلت إمامياً واحتججت عليه بخبر عن النبي ÷، لاحتج عليك بقول إمام من أئمتهم الاثني عشر، ويعتقد بأن ما رواه عن ذلك الإمام - الذي هو معصوم عنده وعلى مذهبه - أصح مما رويته عن النبي ÷، ويعتل على ذلك بأن ما يرويه أئمته هو عن النبي ÷، وكأنه لم يطلع على ما في روايات علمائهم عن الأئمة من الإختلاف والتناقض والتضارب، وتحليل مسألة وتحريمها بعينها، وهذا ينزه أولئك الأئمة