الحز والقص لما تدعيه الإمامية من النص،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

القول الثاني: علم الغيب

صفحة 69 - الجزء 1

  علام الغيوب جل وعز، ومما هو مسطر في كتبهم لا يمكن إنكاره، ولا يستطيعون محو آثاره إلا بتضعيف تلك الروايات الشوهاء السوداء في صفحات التاريخ.

  وإذا كانت الإمامية تدعي للاثني عشر علم الغيب، فنحن نناقشهم بما يلي:

  يقال لهم: كيف قتل الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب #، والإمام علي بن موسى الرضا #؟.

  لا شك أن الجواب: أنهما قتلا سماً.

  فيقال لهم: هل علم الإمامان بأن في الطعام أو الشراب الذي قدم إلى كل واحد منهما سماً أم لم يكونا عالمين بذلك؟.

  فإن قالوا: علموا بذلك.

  قيل لهم: فهل يجوز للمسلم أن يأكل طعاماً أو يشرب شراباً يكون ذلك مما يسبب له بالضرر أو يؤدي بحياته إلى الهلاك؟

  فإن قالوا: يجوز ذلك.

  قلنا: فقد قال الله تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ٢٩}⁣[النساء]، وقال النبي ÷ «من تحسى سماً فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً».

  وإن قالوا: لا يجوز ذلك، كان ذلك دليلاً على نفي علمهم بأن في ذلك الطعام سماً، وبذلك يبطل علمهم للغيب.

  فإن قالوا: ليس علمهم للغيب بالطبع، وإنما هو بالوحي أو الإلهام.