الحز والقص لما تدعيه الإمامية من النص،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

القول الأول: عصمة الإمام

صفحة 68 - الجزء 1

  فعلم الغيب المطلق لا يكون إلا لله تعالى لا يطلع عليه غيره، وإذا أراد إطلاع أحد على غيبه كان نبياً يطلعه على ما يحتاج إليه مما يكون فيه الإثبات لنبوته على منكريها، أو ما فيه مصلحة للدين.

  وقد نفى الله تعالى عن نبيه الكريم محمد بن عبد الله الصادق الأمين علم الغيب فقال تعالى آمراً له بتبليغه {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ}⁣[الأنعام: ٥٠]، {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ٦٥}⁣[النمل]، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}⁣[الجن: ٢٦ - ٢٧]، {فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ٢٠}⁣[يونس]، {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}⁣[الأعراف: ١٨٨]، {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ٥٩}⁣[الأنعام]، ويقول لنبيه العظيم: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ١٠١}⁣[التوبة].

  فانظر كيف نفى الله تعالى عن نبيه علم المنافقين وانفرد به جل وعلا عن بقية خلقه، وهؤلاء الإمامية يجعلون لأئمتهم علم أوليائهم وأعدائهم، ومحبيهم ومبغضيهم، وأشياعهم ورافضيهم، وأنهم يعلمون ما في قعور البحور، وما في السماوات وما في الأرض إلى غير ذلك من الصفات التي لا يجوز إضافتها إلا إلى