ثانيا: مولد أمير المؤمنين علي #
  لأحد قبلها، ولن يفتح لأحد بعدها، فما هو إلا أن دخلت حتى التئم الشَّقُّ، وعاد الركن كما كان، فلما رأى الناس ذلك اندهشوا لهول ما رأوا، وأسرع العباس بن عبد المطلب إلى إحضار النسوة ليساعدوا فاطمة بنت أسد على وضعها، فأرادوا فتح باب الكعبة فلم يتهيأ لهم ذلك، فهناك أمر عظيم يحصل داخل الكعبة، فقد يسر الله تعالى أمرها، فوضعت حملها في جوف الكعبة، إكراماً من الله لأمير المؤمنين علي السلام، أن لا يسقط إلا في أشرف البقاع وأطهرها، وأكرمها وأفضلها، تطهيراً من الله تعالى له، وإكراماً لوجهه، فكان # المولودَ الأول والأخير في جوف الكعبة ~، فلم يولد أحد قبله ولا بعده فيها.
  جعل الله بيته لعلي ... مولداً ياله عُلَاً لا يُضَاهَا
  لم يشاركه في الولادة فيه ... أحد سابقاً ولا أخراها
  علمَ الله شوقه لعلي ... علمَه بالذي به من هواها
  إذ تَمَنَّتْ لقاءه وتمنى ... فأره حبيبه وأراها
  ولما ولد # بقيت أمه في جوف الكعبة أياماً تأكل من رزق الله يسوقه إليها، فلما أخرجته أمه من الكعبة والناس ينتظرون خروجها، ليعلموا ما الذي وضعت؟ وماذا تسميه؟ فلما خرجت من الكعبة أرادت أن تسميه باسم أبيها أسد، ولكنها سمعت نداء في جوف الكعبة يقول لها سميه علياً، فسمته بذلك، ووافق على تلك التسمية والدُه أبو طالب.
  فلما نشأ علي # كانت نشأته مباركة، فقد أحبه النبي ÷ حباً شديداً، فكان يتولى أكثر تربيته، فكان يوجره اللبن عند شربه،