ثانيا: مولد أمير المؤمنين علي #
  لَمَّا دَعَاك اللهُ قِدْمَاً بَأَنْ ... تُولَدَ في البيتِ فَلَبَّيْتَهُ
  فشَكَرتَهُ بَينَ قُريشٍ بِأَنْ ... طَهَّرْتَ مِن أَصْنَامِهِمْ بَيتَهُ
  وكيف لا يكون ذلك كذلك، وهو الذي بسيفه قام عمودُ الدين، وهو أميرُ المؤمنين، ويعسوبُ الدين والمسلمين، ومُبيرُ الشركِ والمشركين، وغُرَّةُ المهاجرين، وصَفوةُ الهاشميين، وقاتلُ الناكثين والقاسطين والمارقين، ومولى المؤمنين، وشبيهُ هارون، ونفسُ الرسول وأخوه، وزوجُ البتول، وسيفُ الله المسلول، وأبو السبطين، وأميرُ البررة، وقاتلُ الفجرة، وقسيمُ الجنة والنار، وصاحبُ اللواء، وسيدُ العرب والعجم، وكاشفُ الكُرَب، والصديقُ الأكبر.
  أكرمُ من ارتدى، وأشرفُ من احتذى، وأعلمُ من اهتدى، وأفضلُ من راح واغتدى، وأشجعُ من ركب ومشى، وأهدى من صام وصلى، الذي ما صَبَا في الصِّبَا، وسيفُه عن قِرْنِه ما نَبَا، ونورُ هديه ما خَبَا، ومُهْرُ شجاعته ما كَبَا، دعاه رسول الله إلى التوحيد فلبَّى، وسلك المحجة البيضا، وأقام الحجة الزهراء، قد جُنِيَتْ ثِمَارُ النصرِ من علمه، والْتُقِطَتْ جواهِرُ العلمِ من قَلَمِه.
  وفيه يقول النبي ÷ «كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم، سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل اللهُ تعالى ينقله من صلب إلى صلب، حتى أقره في صلب عبد المطلب، فقسمه قسمين: قسماً في صلب عبد الله، وقسماً في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه».