إظهار العجب بما ورد في رجب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

ثالثا: حادثة الإسراء والمعراج

صفحة 71 - الجزء 1

ثالثاً: حادثة الإسراء والمعراج

  ومن المناسبات العظيمة في شهر رجب، حادثةُ الإسراء والمعراج، المعجزةُ الخالدةُ التي تحدث عنها القرآن الكريم، في سورتين من سور القرآن، ولقد اشتملت هذه الحادثة على رحلتين عظيمتين، وآيتين كبيرتين، ومعجزتين خالدتين، كل واحدة مستقلة بالإعجاز، وفيها آيات ودلائل واضحة لأهل العقول:

  فأما الرحلة الأولى: فهي رحلة أرضية من مكة المكرمة من حجر إسماعيل من الكعبة المشرفة، إلى أرض فلسطين إلى بيت المقدس القبلة الأولى، وكان ذلك بعد العشاء، حيث أسري برسول الله ÷ بجسده وروحه من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكباً على البراق، صحبة جبريل عليه الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إماماً، وربط البراق بحلقة باب المسجد، وقطع النبي تلك المسافة الطويلة الهائلة ذهاباً وإياباً في بعض ليلة، وهي مسافة لا تقطع في تلك المدة والفترة إلا في شهر ذهاباً وآخر إياباً، أما في هذه الأزمنة المتطورة، والعصور المتقدمة، فلا يصل إليها المسافر على أحدث المواصلات البرية، إلا في ليال وأيام، فهذه الرحلة تحدث الله عنها في سورة الإسراء، وقد سمى الله تعالى هذه السورة باسم هذه الحادثة، فقال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}⁣[الإسراء: ١] إلى آخر الآيات.

  لتكون هذه الحادثة دليلاً كبيراً وآية واضحة على الرابطة المتصلة القوية بين دين النبي الخاتم ودين من سبقه من الأنبياء السابقين، وأنه من عند الله، أرسل به أنبياءه ورسله لهداية البشر.