ثالثا: حادثة الإسراء والمعراج
  فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته.
  ولقد كان الإعراج برسول الله ÷، بروحه وجسده جميعاً، وليس معراجاً روحياً كما يقول ذلك بعض الجهلة الأفدام، الذين يحاولون إنكار شيء قد تحدث عنه القرآن، فلو كان إنما عرج بروحه فحسب، لكن ذلك مثل الرؤيا فقط، ولم يكن فيه الإعجاز العظيم على الحد الذي أخبر الله به، ولم يكن فيه الإكرام والتعظيم والتشريف على المستوى الذي أراده الله لنبيه ÷، وهذه الآية العظيمة تحدث عنها القرآن في سورة النجم، في قوله تعالى {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ١ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ٢ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ٥ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ٦ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ٧ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ٨ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ٩ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ١٠ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ١١ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ١٢ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ١٦ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ١٧ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ١٨}[النجم]، وهذا الإعراج العلوي، يبين الإتصال الوثيق والإتفاق الأكيد في الإيمان والتوحيد والإخلاص للواحد المجيد فيما بين أهل السماء وأهل الأرض، وأن دين الله واحد فيهما، وأن الأنبياء والمرسلين يتلقون أوامرهم وتكاليفهم، من حيث يتلقى الملائكة أوامرهم وتكاليفهم، ولا نريد التعرض لتفصيل حادثة الإسراء والمعراج وكيفية، وقوعها، فالكلام يطول بنا لو أردنا ذلك، ولكن نريد أن نأخذ العبر والأيات، ونستفيد الدروس الدينية والعقائدية والتشريعية في حياتنا.