الخامس: الزجر عن المعاصي والوعيد عليها
  ألسنتهم بمقاريض من نار، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون بما لا يفعلون».
  وعن أنس قال: قال رسول الله ÷ «رأيت ليلة أسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقارض من نار كلما قرضت رجعت، فقلت لجبريل: من هؤلاء، قال هؤلاء خطباء من أمتك كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون».
  وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله ÷ «لما عرج به إلى السماء نظر في سماء الدنيا فإذا رجال بطونهم كأمثال البيوت العظام قد مالت بطونهم وهم منضدون على سائلة آل فرعون يوقفون على النار كل غداة وعشي يقولون ربنا لا تقم الساعة أبداً قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أكلة الربا من أمتك لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس».
  وعن أبي سعيد قال حدثنا رسول الله ÷ عن ليلة أسري به قال: «نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل، وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم، ثم يجعل في أفواههم صخراً من نار، فيقذف في فيِّ أحدهم حتى يخرج من أسافلهم، ولهم خوار وصراخ، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟، قال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً».
  ورأى مالكاً خازن النار، وهو لا يضحك، وليس على وجهه بشر ولا بشاشة.
  ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عن أماكنهم، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطأونهم.