محاضرة في ذكرى رحيل الإمام الحجة المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إسماعيل بن مجدالدين بن محمد المؤيدي (معاصر)

كلام السيد العلامة الحجة الحسن بن محمد الفيشي في وصفه لمولانا في آخر أيام حياته

صفحة 83 - الجزء 1

  المجلس وأنا أخذت أحذيته، وقلت له: لا ارجع تدخل من باب الجنة وتنسانا، يعلم الله إنه بكى، وقال: «يا ولدي عادنا على خطر عظيم، يا ولدي عاد أنا على خطر عظيم» وهو يبكي.

  انظروا كيف ينظرون إلى الخوف من الله، إلى مراقبة أنفسهم، إلى مضاعفة الأعمال والجد والمثابرة، لكي ينالوا رضوان الله سبحانه وتعالى.

كلام السيد العلامة الحجة الحسن بن محمد الفيشي في وصفه لمولانا في آخر أيام حياته

  قال ¦: وشاهدُ الحال يُغْنِي عن المقال، فها هو الآن قد احْقَوْقَفَ ظَهْرُهُ، ووَهَى صَوْتُه، وكادَ أنْ يكون رَهِيْنَ فِرَاشِهِ، وقَعِيْدَ بِسَاطِهِ، تَتَوَافَدُ عليه الطَّلَبَةُ للأَخْذِ عنه صَباحَ مَسَاءَ، يُمْلي أَحَدُهم فإذا ما غَلِطَ أو وَهَمَ أو اسْتَفْهَم صحَّح مولانا الغلط، أو أَزَالَ الوَهَمَ، أو أفادَ الْمُسْتَفْهِمَ، بالقَرْعِ أو الإشارة أو الْمَنْطِقِ الهمْسِيّ.

  وقد مَرّن نَفْسَهُ على عَدَمِ الإنْقِبَاضِ عن أيّ طالب في كلّ مكان وفي كلّ زمان، ومع كثرة تنقّلاته ومِصْدَاقيّة قول القائل حيثُ يقول:

  يَوْمَاً بِحَزْوَى وَيَوْمَاً بِالعَقِيْقِ وبِالْـ ... عَذِيْبِ يَوْمَاً وَيَوْمَاً بِالْخُلَيْصَاء

  تتجَدَّدُ له طَلبةٌ بنزوله يَنْزِلُونَ، وعلى نُوْرِهِ يَتَقَاطَرُوْنَ، حتى تغصّ بهم الساحة، ولا يكلّ ولا يملّ.