محاضرة في ذكرى رحيل الإمام الحجة المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إسماعيل بن مجدالدين بن محمد المؤيدي (معاصر)

وفاته #

صفحة 86 - الجزء 1

وفاته #

  وبعدَ هذا العمر الحافل بالعطاء في كل المجالات استجاب مولانا الإمام مجدالدين # لداعي ربه في مثل هذه الليلة المباركة، مغرب الثلاثاء السادس من شهر رمضان المعظّم من عام ١٤٢٨ هـ، وكانت ليلة لا تنسى في التاريخ، اهتزّت البقاع شرقاً وغربًا، وشاماً ويمنًا، وكادت الجبال أن تبكي، والأرض أن تنوح، وأظلم الكون بما فيه.

  وصار الناس كالفراش يغدو ويروح ويبكي وينوح لفقد الإمام الأعظم والبحر الغطمطم الذي انقادت له كل الرقاب، وتلينت له بفضل الله الصعاب، مولانا ومولى المؤمنين الإمام الحجة، وصاحب المحجة، الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي طيب الله ثراه وألحقنا به صالحين غير مبدلين ولا مغيرين، وعلى نهجه ماضون، ولمن ولانا متولون، ولله دره من رجل وأي رجل رد مجاري الحياة إلى عادتها واستنقذ علوم آبائه الطاهرين وأسلافه من موتتها، دوخ الأرض وسطر التاريخ في وقته ومن بعده في علمه وحلمه وزهده وورعه وشجاعته وكل مكرمة فكل الصفات الحميدة لا شك حالة فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ونسأل الله أن يجعلنا في القيامة