المركب النفيس إلى التنزيه والتقديس،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار

صفحة 15 - الجزء 1

  - قوله: {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ}⁣[النساء ١٥٣]، مما يدل على أن سؤال الرؤية عصيان كبير.

  - قوله: {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ}⁣[البقرة ١٠٨]، يدل على أن سؤال الرؤية من ذلك.

  - أخذهم بعذاب الصاعقة التي لم يعهد من الله تعالى التعذيب بها إلا على الكافرين.

  - تسمية السؤال ظلما.

  - قوله: {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ}⁣[الأعراف ١٤٣]، يدل على أن الله تعالى منزه عن الرؤية ومقدس عنها، وإلا فما فائدة التسبيح.

  - قوله: {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ}⁣[الاعراف ١٢٣]، يدل على أن سؤال الرؤية ذنب.

  هذا، ويستدل المخالفون على أن الله تعالى سوف يرى في الآخرة بقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}⁣[القيامة]، وبآيات اللقاء كقولة تعالى: {أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ}⁣[البقرة ٢٢٣]، {أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ}⁣[البقرة ٢٤٩]، و {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}⁣[المطففين ١٥]، وبأحاديث رووها عن النبي ÷ كحديث: «سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر».

  والجواب على ذلك أن التفسير لقوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}⁣[القيامة ٢٣] عند أهل البيت $ أن الوجوه منتظرة لرحمة الله، فالنظر في الآية بمعنى الانتظار. وأما آيات اللقاء فليس فيها ذكر الرؤية، والتفسير الصحيح أن لقاء الله بمعنى لقاء جزائه.