لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار
  وأما الأحاديث فهي من الأحاديث التي لا يجوز بناء العقائد عليها؛ وذلك أنها من روايات الآحاد، وهي لا تفيد إلا الظن عند تكامل شروط الصحة، والمطلوب هنا هو العلم.
  قل هو الله أحد
  قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد ١٩]، وقال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١٨}[آل عمران]، وقال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء ٢٢]، وقال تعالى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ١٦}[الرعد].
  نعم، ما نراه من المخلوقات يدل على إله واحد، وخالق واحد؛ وذلك أن المخلوقات على اختلاف أنواعها وكثرتها مترابطة بعضها ببعض، ومسخرة لغاية واحدة، وغرض واحد، وحكمة واحدة، ومصلحة واحدة.
  فالإنسان يعيش على ظهر الأرض، وكل ما نراه على الأرض لمصلحة الإنسان، فالحيوانات مسخرة لمصلحة الإنسان، فهو ينتفع بالأكل من لحمها، وبالركوب عليها، وبالحراثة، وينتفع بأصوافها، وكذلك تربة الارض ينتفع بها الإنسان في الزراعة واستخراج الثمرات، وينتفع بالأشجار والفواكه والثمار، وكذلك الماء يشربه الإنسان والحيوان والنبات وتستخرج به الثمرات والحبوب، وتطهر به الأبدان والثياب، ويستخرج منه لحوم