[عدل حكيم]
  الاسماك واللؤلؤ والمرجان، ويركبه الإنسان في التنقل، وتنشأ منه السحاب الثقال التي تحمل الأمطار من بلد إلى بلد، والشمس كذلك مسخرة لمصلحة الإنسان ولا تستقيم الحياة على وجه الأرض بدونها، وكذلك الهواء والأمطار والقمر والنجوم، فكل ذلك يدل على صانع واحد حكيم.
  هذا، ولم نر أو نسمع عن إله آخر يدعي الإلهية، ولو كان ثَمَّ إله آخر لأتتنا رسله وأنزل كتبه، والذي سمعناه هو دعوى المشركين الإلهية للأصنام، وهي حجار منحوتة من الجبال لا تسمع ولا تبصر، ولا تضر ولا تنفع، ودعوى النصارى إلهية عيسى بن مريم، وكذلك دعوى اليهود أن عزيراً بن الله، وهنالك دعاوى كثيرة: فمن الناس من يعبد البقر، وآخرون نوعا من الشجر، وآخرون يعبدون الفروج، إلى غير ذلك، وبطلان إلهية ما ذكرنا واضح البطلان.
[عدل حكيم]
  معنى ذلك أن الله تعالى لا يفعل القبيح، وكل أفعاله صادرة عن حكمة، وكلها أيضا حسنة لا يوجد فيها قبيح.
  والدليل على أنه تعالى كذلك من جهة العقل أن الفعل القبيح لا يقع إلا لواحد من أمرين، أو كليهما:
  - الجهل بقبح الفعل.
  - الحاجة إلى ذلك الفعل القبيح.
  وهذان الأمران منتفيان عن الله تعالى، فإنه تعالى عالم بجميع