المركب النفيس إلى التنزيه والتقديس،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المحكم والمتشابه]

صفحة 36 - الجزء 1

  الكتاب، بمعنى: هن أصل الكتاب، وأن فيه آيات متشابهات، يتبعها الذين في قلوبهم زيغ.

  وأخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يعلم تفسير الآيات المتشابهات إلا الله والراسخون في العلم.

  نعم، المسلمون اليوم طوائف مختلفة، وكل طائفة تقول: قال الله تعالى، وقال الله تعالى، و ... إلخ؛ وحينئذ فالواجب على المسلم أن يعلم أن في القرآن المحكم والمتشابه، فلا يغتر بقولهم: قال الله، قال الله؛ فلعلهم يستدلون بالمتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم.

  وحينئذ فيجب على المسلم أن يتعرف على الراسخين في العلم، ويبحث عنهم، ويأخذ تفسير آيات الله منهم.

  وقد قدمنا بعض الأدلة على أن الراسخين في العلم هم آل محمد ÷ دون غيرهم من طوائف المسلمين، ولو لم يكن من الأدلة على ما قلنا إلا آية التطهير، وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب] - لكفى في ثبوت ما قلنا، كيف؟! وقد جاء بما يشهد لهم بما قلنا ما ضاقت عنه الأسفار لكثرته عند أهل السنة وغيرهم، وكفى بهذه الشهادة لهم من الله تعالى.

  نعم، فمن أصول الدين العظيمة العلم بأن أهل البيت هم أهل الحق، وأنهم الراسخون في العلم، وأنهم المفسرون للقرآن، وأن من خالفهم فقد وقع في الظلال والزيغ والهلكة وإن تمظهر بالصلاح والصلاة