المركب النفيس إلى التنزيه والتقديس،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[تفسير آيات قد تشتبه معانيها]

صفحة 37 - الجزء 1

  والزهد والورع والعبادة وترتيل القرآن؛ وذلك أن من خالفهم فقد خالف الحق الذي نزل به جبريل من السماء على محمد ÷، وخالف النبي ÷، وخالف رب العالمين، وأن من أطاعهم ودان بدينهم فقد دان بالحق، وأطاع الله ورسوله.

  نعم، لما نزل قول الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}⁣[الأحزاب ٣٣]، جمع رسول الله ÷ عليًّا وفاطمة والحسن والحسين ولف عليهم كساءً، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا»، هكذا رواه أهل الحديث من أهل السنة وغيرهم، منهم مسلم في صحيحه ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره عند تفسير هذه الآية من سورة الأحزاب.

[تفسير آيات قد تشتبه معانيها]

  قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ٢٨ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ٢٩}⁣[التكوير] المعنى: أن الله تعالى قد شاء للإنسان أن يختار أحد الطريقين: طريق الهداية، أو طريق الضلالة، ورغبه في طريق الهداية غاية الترغيب، وحذره من طريق الضلالة غاية التحذير.

  فعلى هذا مشيئة البشر ليست مشيئة مستقلة عن مشيئة الله تعالى، فقد شاء الله للمكلف أن يختار أيَّ الطريقين.

  وقوله تعالى: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}⁣[فاطر ٨] نقول: إن الهداية والضلال من الله تعالى تكون نتائج لأسباب