[تفسير آيات قد تشتبه معانيها]
  ومقدمات يعملها الإنسان، فالهداية هي من نتائج الأعمال الصالحة، والإضلال هو من نتائج الأعمال القبيحة، وهذا هو ما نجده واضحاً في قوله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ}[الرعد ٢٧]، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[الروم]، {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد ١٧]، {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ٢٦ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}[البقرة]، {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ٣٥}[غافر]، {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ٥}[الصف]، {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٤}[المطففين]، {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ١٥٥}[النساء].
  نعم، الإضلال والطبع والزيغ الذي ذكره الله تعالى هنا فإنه وإن حصل بسبب من الإنسان فليس معنى ذلك أن الله تعالى أدخلهم بسبب معاصيهم في الضلال والزيغ فهم داخلون في ذلك، بل المعنى أن الله تعالى حجب عنهم ألطافه، ومنعهم من توفيقه، ووكلهم إلى أنفسهم، وعند ذلك تسيطر عليهم الأهواء، وتستولي عليهم شياطين الإنس والجن.