المسطور في سيرة العالم المشهور،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الصلاة على جنازة المولى الحسين بن يحيى #]

صفحة 15 - الجزء 1

  وجالسهم وجالسوه، حتى أنسوا به واستراحوا إلى خُلُقه، فكان يأتيه أحدهم فيأخذه من بيته ويذهب به معه إلى بيته ليصلح بينه وبين زوجته وأولاده.

  وكان رحمة الله عليه كثيراً ما يذهب مع كبر سنه إلى بيوت المساكين من غير أن يدعوه إذا علم بخلاف بينهم، فلا يعود إلا وقد أصلح شأنهم.

  وكان | يذهب إلى أهل الزوجة إذا تأزمت العلاقة بينها وبين زوجها فيعالج بحكمته تلك الأزمة ويحل المشكلة.

  وكان له | توجه واهتمام بمعالجة مثل هذه المشاكل وحلها، وكثيراً ما يتطلب حل المشكلة مقداراً من المال فيتحمله على نفسه ويدفعه.

  ولكرم خلقه لم يكن يقهر أحداً أو يقسى عليه في كلامه، وكان يقابل القساوة باللين، والمساءة بالإحسان، وربما أتاه الفقير والمسكين فيقسوان عليه بالكلام ويغلظان له القول، فيقول معتذراً لهما: إنه لم يصدر منهما ما صدر إلا بسبب الحاجة والفقر أو بسبب أني تباعدت من مساعدتهما وقضاء حوائجهما، فلا يرجعان من عنده إلا بما تيسر له من العطاء.

  وقد حدث مثل هذه القصة وأنا حاضر، وتوجه إليّ | بالاعتذار لمن أساء إليه بالكلام وأغلظ له في المقال بمثل ما ذكرت.

  وكان إذا جلس عند أحدهم فإنه ينبسط إليه في الحديث ولا يقوم حتى يقوم جليسه أو يدعى لحاجة.