ومن سماته الكريمة:
  وكان رحمة الله عليه يبادل الْمُرَحِّبين به إذا استقبلوه بمرحب - أي بشعر - يبادلهم بمثله، وإن وجهوا إليه بقصيدة أجاب بقصيدة) ١ (، وإن مدحوه بالكلام أثنى عليهم بكلام تقديراً منه لمقدِّرِيه، وتعظيماً منه لمعظِّمِيه.
  وكانت جِبِلَّته هي تقدير الناس وتنزيلهم منازلهم، والمحافظة على كرامتهم من غير تفرقة بين فقير وغني، وضعيف وقوي، بل إن عنايته في هذا الباب متوجهة إلى الفقراء والمساكين وضعاف الناس.
  وكانت مجالسه مجالس وعظ وإرشاد وذكر ودعاء، وكثيراً ما يجري فيها النكت المضحكة وغرائب القصص الشيِّقة، وكانت تعجبه جداً ويضحك لها، بل كان يطلبها ويستخرجها من جليسه إذا استدعت المسألة ذلك، وربما خلطها بين مواعظه.
  بل إن كثيراً من محبيه إذا سمع نكتة مضحكة فرح بها ليدخل بها السرور عليه، وكان يحفظ الكثير من النكت والقصص المضحكة، ويشارك بها إذا خاضوا في ذلك.
ومن سماته الكريمة:
  أنه ما كان يتكلف لا في كلامه ومواعظه، ولا في ملبسه، ولا في مظهره، ولا في مجلسه ومقعده، ولا في مركبه، ولا في مأكله ومسكنه، ولا في سفره وحضره.
(١) وقد ألحقنا بهذه الترجمة شيئاً من هذه المغارد والقصائد. محقق.