المسطور في سيرة العالم المشهور،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ومن سماته الكريمة:

صفحة 18 - الجزء 1

  وكان يحلف بالله العظيم للوفود التي تفد للسلام عليه: أنه لا غرض له فيما يقوم به من الدعوة والإرشاد ونشر العلم إلا استنقاذ عباد الله من عذاب الله، ودعوتهم إلى ما يوصلهم إلى جنات النعيم، وكان يدعو على نفسه بدعاء مهلك إذا كان له غرض غير ذلك من منافع الدنيا وزينتها ومتاعها، فرحمة الله عليه ورضوانه، وجزاه الله خير الجزاء.

  وكان كثيراً ما يحدثني ويحدث غيري بما يتمناه من أنه في مكان خالٍ لا يعرفه أحد، إلا أنه يمنعه من هذه الأمنية عمل إرشاد العباد ونشر الدين والعلم، ويتمنى أن يقوم غيره مقامه ويتخلى وينقطع عن الناس.

  وكان يلحقه متاعب متعبة، ومشاق عظيمة في سبيل عمل الإرشاد، وتلحقه مضايقات وإحراجات، ويستمر في عمله الإرشادي من غير أن يظهر عليه أثر تلك المتاعب والمشاق.

  بل ولا تؤثر في كريم أخلاقه مع الناس وقضاء حوائجهم والتفقد لهم والسؤال عنهم وإصلاح ذات بينهم، والانبساط إلى محادثتهم ومضاحكتهم، وإلقاء مواعظه عليهم، والنصيحة لهم، وكل ذلك مع كبر سنه، وضعف بدنه، ومعاناته الدائمة من أمراض المعدة.

  والذي سهل عليه كل ذلك هو أنه يرتاح لتلك الأعمال وينشط لها رغبة في ثواب الله ونيل رضوانه.