المسطور في سيرة العالم المشهور،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[عظة وعبرة]

صفحة 45 - الجزء 1

[عظة وعبرة]

  فِيْمَن مَضَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ مَوْعِظَةٌ ... فَأَمْرُهُمْ عَجَبٌ مِنْ بَعْدِهِ عَجَبُ

  كَذَا الأُلَى جَمَعُوا الأَمْوَالَ وَارْتَحَلُوا ... وَفَارَقُوا الذَّهَبَ الْمَخْزُونَ إِذْ ذَهَبُوا

  فَكَيْفَ نَسْلُوا ونَحْنُ في مَسَارِهِمُو ... إِلى اللُّحُوْدِ وَمَأْوَى كُلِّنَا التُّرَبُ

  وَكَيْفَ يَفْرَحُ إِنْسَانٌ وَمَرْجِعُهُ ... إلى الْمَقَابِرِ أَوْ يَنْتَابُهُ الطَّرَبُ

  لَكِنَّ آمَالَهُ أَعْمَتْ بَصَائِرَهُ ... كَأَنَّهَا الغَرَضُ الْمَقْصُودُ وَالْأَرَبُ

  دُنْيَاهُ تَخْدَعُهُ أَيْضاً وَتُخْبِرُهُ ... بِأَنَّ عَادَاتِهَا التَّزْوِيْرُ وَالْكَذِبُ

  لَكِنَّهُ في هَوَاهَا صَارَ مُنْخَدِعاً ... كَأَنَّمَا هِيَ أُمٌّ دَائِماً وَأَبُ

  لِحُبِّهَا صَارَ صِدْقاً كُلُّ مَا كَذَبَتْ ... وَكُلُّ مَا صَدَقَتْ نُصْحاً هُو الْكَذِبُ

  وَا عَجَباً كُلُّ أَهْلِ الأرْضِ قَدْ خُدِعُوا ... وَفي مَتَاهَاتِ شَتَّى الْعُجْمُ وَالْعَرَبُ

  أَلَمْ يَرَوْا مَكْرَهَا في الأَوَّلِيْنَ وَمَا ... في شَأْنِهِمْ سَجَّلَ التَّارِيْخُ وَالْكُتُبُ

  فِيْمَا نُشَاهِدُهُ في دَهْرِنَا حُجَجٌ ... تُفِيْدُنَا أَنَّمَا غَايَاتُهَا اللَّعِبُ

  ثُمَّ انْتَهَوا وَانْتَهَتْ آثَارُ مُلْكِهِمُو ... إِلَّا الَّذِي كَسِبُوا فِيْهِ وَمَا اكْتَسَبُوا

  كَأَنَّهُم لَمْ يَكُونُوا فَوْقَهَا أَبَداً ... وَأَنَّ تَارِيْخَهُمْ وَأَمْرَهُمْ كَذِبُ

  يَا رَبِّ فَاجْعَلْ هَوَايَا دَائِماً أَبَداً ... في فِعْلِ مَا نَدَبَ الْبَارِي وَمَا يَجِبُ

  وَتَرْكِ مَا حَرَّمَ الرَّحْمَنُ أَجْمَعِهِ ... وَلِلضَّلَالَاتِ وَالْأَهْوَاءِ نَجْتَنِبُ