[قصيدة في الترغيب والترهيب]
[قصيدة في الترغيب والترهيب]
  فِيمَن مَضَى عِبَرٌ عُظْمَى وَتَفْكِيْرُ ... للهِ في شَأْنِهِمْ أَمْرٌ وَتَدْبِيْرُ
  صَارُوا تُرَاباً وَكَانُوا قَبْلُ قَدْ جَمَعُوا ... مَالاً وَكَانَ لَهُمْ في الأَرْضِ تَعْمِيْرُ
  وَصَارَ مَا جَمَعُوا مِنْ قَبْلُ مُقْتَسَماً ... للهِ في قَسْمِهِ أَمْرٌ وَتَقْدِيْرُ
  مَضَتْ مُلُوْكٌ وَقَدْ ظَلَّتْ مَآثِرُهُمْ ... لَمْ يَبْقَ بَعْدَهُمُو إِلَّا الأَسَاطِيْرُ
  كَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُوْنُوا فَوْقَهَا أَبَداً ... وَإِنَّمَا تِلْكَ أَوْهَامٌ وَتَصْوِيْرُ
  قَدْ عَمَرُوا الدُّوْرَ رَاقَتْهُمْ زَخَارِفُهَا ... فَصَارَ لِلدُّورِ تَخْرِيْبٌ وَتَدْمِيْرُ
  يَا أيُّها العَاقِلُ اعْجَبْ إِنَّ ذَا عَجَبٌ ... فَشَأْنُهُمْ عِظَةٌ عُظْمَى وَتَذْكِيْرُ
  فَإِنَّنَا سَوْفَ نَذْهَبُ حَيْثُمَا ذَهَبُوا ... لَنَا إِلَيْهِمْ تَرَاحِيْلٌ وَتَصْدِيْرُ
  وَاعْمَلْ لِدَارٍ فُنُوْنَ الْخَيْرِ قَدْ جَمَعَتْ ... فَالْكَيِّسُونَ لَهُمْ جِدٌّ وَتَشْمِيْرُ
  فَنَحْنُ في فُسْحَةٍ عُظْمَى وَفِي فُرَصٍ ... وَلَيْسَ مِنْ بَعْدُ تُجْدِيْنَا الْمَعَاذِيْرُ
  وَرَاقِبِ اللهَ في سِرٍّ وَفِي عَلَنٍ ... فَلَيْسَ تَخْفَى عَلى رَبِّي الأَسَارِيْرُ
  وَحَاذِرِ النَّارَ إِنَّ النَّارَ دَاهِيَةٌ ... وَلَا يُحِيْطُ بَهَا وَصْفٌ وَتَقْدِيْرُ
  تَشْوِيْ اللُّحُوْمَ وَرُوْحُ الْعَبْدِ بَاقِيَةٌ ... ثُمَّ يَعُوْدُ لَهَا لَحْمٌ وَتَسْعِيْرُ
  وَكُلَّمَا نَضِجَتْ فَاللهُ مُبْدِلُهَا ... حَتَّى تَذُوْقَ مِنَ التَّعْذِيْبِ تَكْرِيْرُ
  كُلَّ الشُّرُوْرِ حَوَتْهَا فَهْيَ حَافِلَةٌ ... وَلَيْسَ في شَرْحِهَا يُحْتَاجُ تَفْسِيْرُ
  وَلَا لَهَا أَمَدٌ حَتَّى يُحَاطَ بِهِ ... وَلا لِتَسْعِيْرِهَا نَقْصٌ وَتَفْتِيْرُ