المسطور في سيرة العالم المشهور،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[قصيدة في الترغيب والترهيب]

صفحة 47 - الجزء 1

  فَحَقّهَا أَنْ يَمُوْتَ الْخَلْقُ أَجْمَعُهُمْ ... لِذِكْرِ شِدَّتِهَا حَتَّى الْعَصَافِيْرُ

  وَاقْصِدْ إلى صَرْفِهَا رَبّاً فَقَدْ نَزَلَتْ ... في صَرْفِهَا طُرُقٌ مُثْلَى وَتَدْبِيْرُ

  قَدْ أَوْضَحَ اللهُ في فُرْقَانِهِ سُبُلاً ... وَكَمْ أَتَى فيهِ لِلْإِنْسَانِ تَحْذِيْرُ

  وَتُبْ إلى اللهِ مِنْ كُلِّ الذُّنُوْبِ فَفِي ... صِدْقِ الْإِنَابَةِ لِلْإِجْرَامِ تَكْفِيْرُ

  لَوْ كُنْتَ تَعْصِي إِلَهَكَ كُلَّ مَعْصِيَةٍ ... فَكُلُّ ذَنْبٍ لِمَنْ قَد تَابَ مَغْفُوْرُ

  كُنْ تَائِباً أَبَداً مِنْ كُلِّ مَعْصِيَةٍ ... حَتَّى يَكُوْنَ لَهَا مَحْوٌ وَتَطْهِيْرُ

  مُسْتَغْفِراً عَامِلاً لِلْخَيْرِ مُجْتَهِداً ... فَفَاعِلُ الْخَيْرِ مَشْكُوْرٌ وَمَأْجُوْرُ

  تَلْقَى إِلَهَكَ في أَمْنٍ وَفي سَعَةٍ ... وَكُلُّ عَاصٍ فَمَفْزُوْعٌ وَمَثْبُوْرُ

  مُنَكِّسٌ رَأْسَهُ قَدْ صَارَ ذَا بَصَرٍ ... وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ابْصَارٌ وَتَنْوِيْرُ

  تَلْقَاكَ بِالرَّحْبِ أَمْلَاكٌ مُبَشِّرَةً ... وَفِي حِسَابِكَ تَسْهِيْلٌ وَتَيْسِيْرُ

  ثُمَّ تَصِيْرُ إلى الْجَنَّاتِ فِي فَرَحٍ ... وَأَنْتَ مُبْتَهِجٌ فِيْهَا وَمَسْرُوْرُ

  قُصُوْرُهَا فِضَّةٌ بَيْضَا وَمِنْ ذَهَبٍ ... وَخَيْرُهَا دائماً يَا صَاحِ مَوْفُوْرُ

  وَفي بَسَاتِيْنِهَا الأَنْهَارُ جَارِيَةٌ ... وَفِي مَنَازِلِهَا الْأَفْرَاحُ وَالْحُوْرُ

  لا يَعْتَرِيْكَ بِهَا غَمٌّ وَلَا أَلَمٌ ... وَلَا مَمَاتٌ وَلَا ظُلْمٌ وَلَا جَوْرُ

  وَلَا مَشِيْبٌ وَلَا أَحْوَالُ مُؤْذِيَةٌ ... وَعَيْشُهَا دَائِماً مَا فِيْهِ تَعْسِيْرُ

  أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ كُلِّ الذُّنُوْبِ وَمِنْ ... مَا فِي الصَّحِيْفَةِ مَخْطُوْطٌ وَمَزْبُوْرُ