[قصيدة من المولى العلامة: محمد بن عبدالله عوض بتاريخ 1420 هـ]
  وَسِيَاسَةُ الأحْزَابِ ظِلٌّ زَائِلٌ ... ما صَادَفَتْ فيك السِّيَاسَةُ مَرْبضَا
  كَمْ حَاوَلُوا إِطْفَاءَ نُوْرِكَ جَهْرَةً ... واللهُ يَأْبَى أنْ تُهَانَ وتُنْغضَا
  إنْ نَاصَبُوْكَ فقد كُفِيْتَ شِرَارَهُمْ ... فاصْبِرْ وصَابِر واحْتَسِبْ فيما مَضَا
  والنَّصْرُ جاءَ وَفَتْحُ ربِّك قد أَتَى ... والأَرْضُ تَدْعُو والعَذَابُ تَهَيَّضَا
  أَظْهَرْتَ نُوْرَ الحقِّ بعدَ خُفُوتِهِ ... فالشَّمْسُ جاءَتْ وَالصَّبَاحُ تَيَقَّضَا
  بالسِّلْمِ لَمْ يَبْلُغْ مَدَاكَ مُجَاهِدٌ ... وَلَقَدْ يَكُوْنُ السِّلْمُ أصْدَقُ في الْمَضَا
  أَضْحَتْ سِيَاسَتُكَ الكَرِيْمَةُ سُنَّةً ... لَمْ يَنْتَهِجْهَا مَنْ مَضَى فيما مَضَا
  وَصَبَرْتَ مِنْ أجْلِ الإلهِ وَدِيْنِهِ ... صبرَ الحليمِ إذا تُجُوْهِلَ أَعْرَضَا
  أوْ إِنْ تَنَقَّصَهُ اللئيمُ وسبَّهُ ... أَبْدَى الطَّلاقَةَ والبشَاشَة والرِّضَا
  أَوْ إِنْ بَغَى الباغِي عليهِ وعَضَّهُ ... أغْضَى حَيَاءً أنْ يَرُدَّ وأَغْمَضَا
  أَخْلَصْتَ نَفْسَكَ في مُصَانَعَةِ الوَرَى ... إمَّا صَدِيْقاً أو عَدُوّاً مُعْرِضَا
  وَخَفَفْتَ في نفْعِ العِبَادِ ونُصْحِهم ... لا لَمْ يَجِدْ فيك التَّوَانِي مَرْبضَا
  خُضْتَ البلادَ جِبَالَهَا وسُهُوْلَهَا ... مَا زِلْتَ في مَسْعَاكَ هذا ريِّضَا
  مَرَّتْ سنونٌ أنت أنت وقَدْ نَرى ... فيكَ الزِّيَادَةَ جَدَّ جِدّك فائضَا
  أَحْرَقْتَ ثوبَ الْكِبْر ثُمَّ نَسَفْتَهُ ... واللهُ أبْدَلَكَ الوَقَارَ وعَوَّضَا
  خُلُقٌ كريمٌ مِنْ قديمٍ حُزْتَهُ ... غَرْسُ النبيِّ وزرْعُه قد رَوَّضَا