[ترثية السيد علي محسن الديدي]
[ترثية السيد علي محسن الديدي]
  خَطْبٌ يُذَكِّر وَقْعُهُ بالهادِي ... طَهَ الْبَشِيْرِ وآلهِ الأَسْيَادِ
  بِمُصِيْبَةٍ حَلَّتْ بِنَا مِن سَابِقٍ ... لا لَنْ نُصَابَ بمثلها يا شَادِي
  واليوم حلَّتْ في رُبُوْعِ أَحِبَّتِي ... لَمَّا أصابَتْ خِيْرَةَ الأَوْلادِ
  اللهُ أكبرُ إِنَّنَا بِمُصَابِهِ ... خسرَ الزمانُ دُعَامَةَ الإسنادِ
  وَرَكِيْزَةُ الْعِلْمْ الشريفِ تَصَدَّعَتْ ... للهِ قَبْرٌ ضَمَّها بوِدَادِ
  وَلِفَقْدِهِ حِلَقُ العلومِ تَحَسَّرَتْ ... ومعاقلُ الإرشادِ في إِرْعَادِ
  لِمَ لا وقد صِرْنا يتامى بَعْدَهُ ... والحزْنُ خيَّم في سماءِ بِلادِي
  لِمَ لا وقد أحيا العلومَ وَحَازَهَا ... قادَ الأمورَ بحِكْمَةٍ وَسَدَادِ
  لِمَ لا وقد غَارَتْ مَكَارِمُ فَضْلِهِ ... وَلَّى الأمانُ ورائدُ الرُّوادِ
  سَلْ عنه في هذي البَسِيْطَةِ كُلِّهَا ... في أرضها والسَّهْلِ وَالأَوْهَادِ
  تُخْبِرْكَ أَنَّ النُّورَ غابَ عن الْوَرَىْ ... نقْصٌ وثلْمٌ حَلَّ في الأَنْجَادِ
  عِلمٌ وأخلاقٌ وحِلمٌ زَانَهُ ... صبرٌ ورأيٌ صائبُ الإيرادِ
  بِسَمَاحَةٍ في قولِهِ وكلامهِ ... وعلومِهِ مع ذِهْنِهِ الوقَّادِ
  سَاعٍ لإِصْلاحِ الْعِبَادِ وشَأْنِهِمْ ... عُمْراً تقضَّى في هُدىً وجهادِ
  لَمْ يلتفت لزخارفِ الدُّنيا وَلَمْ ... يسعى لكسبِ المالِ أو تَعْدَادِ
  وَهَبَ النَّفِيْسَ مع الرَّخِيْصِ وَرُوْحُهُ ... بُذِلَت لنشرِ الدِّينِ والإرشاد