[ترثية السيد علي محسن الديدي]
  الأرضُ تَبْكِي فقدَهُ وكذا السَّمَا ... نَشَرَ العُلُومَ بِسَهْلِهَا والوادِي
  أسألكمو بِاللهِ يا أَهْلَ الْحِجَى ... مَنْ مِثْلُهُ مِن رائحٍ أو غادِي
  انْظُرْ وفكِّرْ ثُمَّ رَدِّدْ واثقاً ... حَقّاً أقولُ فَوَاحِدُ الأَوْحَادِ
  كَمْ عالمٍ كَمْ مُرْشِدٍ كَمْ طَالِبٍ ... أممٌ تراها في هدىً ورشادِ
  كَمْ نِسْوَةٍ عَرَفَتْ طَرِيْقَ رَشَادِهَا ... وتفقَّهت في الدين والأَوْرَادِ
  مَنْ بلَّغَ الدِّينَ الْحَنِيْفَ بدعوةٍ ... وَصَلَتْ إلى دولٍ نَأَتْ وَبَوَادِيْ
  مَنْ بلَّغَ التوحيدَ في كُلِّ الْقُرَى ... لم تعهد الإرشادَ في الميلادِ
  قَدَمَاهُ قَدْ سَارَتْ إلى أَنْأَى الْقُرَى ... يدعو ويُرشدُ حاملاً للزَّادِ
  بِتَوَاضُعٍ وَتَسَامُحٍ وَتَجَرُّدٍ ... في دُلجةٍ وببكرةٍ وأسادِ
  لَمْ يهوَ شيئاً أو أراد تَمَكُّناً ... مِنْ أجل دنيا تنقضي بنفادِ
  بَلْ همُّه نشرُ العلومِ بهمَّةٍ ... لَمْ يسترح بَالٌ له بِرُقَادِ
  وشِعَارُهُ في كُلِّ حينٍ دائماً ... نَشْرُ الفضيلةِ غايتي وَمُرَادِي
  لا رفعةً لا منصباً أو مطمعاً ... زَانَ الحياةَ بِسِيْرَةِ السَّجَّادِ
  داوى القلوبَ مع العقولِ بعلمِهِ ... كانَ الدواءَ لِعِلَّةِ الأجسادِ
  مَنْ مِثْلُهُ بَاهَلَ في دَعْوَتِهِ ... ما زالَ يُقْسِم دائماً بالهادِي
  واللهِ مَا لِيْ في الدُّنَا غَرَضٌ بَدَا ... إلا نجاة الناسِ في الميعادِ