لسان الحكمة مناقشة للإمامية،

لا يوجد (معاصر)

[إمامة الإمام زيد بن علي #]

صفحة 83 - الجزء 1

  الداعي وأتباعه، ومحمد بن زيد وأتباعه، والناصر الأطروش وأشياعه، والمؤيد بالله وأشياعه، وأبو طالب وأشياعه، وغيرهم من أئمة أهل البيت الذين قادوا جيوش الفرس إلى جهاد الظالمين والمتكبرين، وزلزلوا عروش الظالمين، وخاضوا غمرات الموت لإحياء كلمة الله، ورفع راية الإيمان، وصبروا وصابروا ورابطوا، وجاهدوا في الله حق جهاده مع ذرية نبيهم ÷، وحملوا أرواحهم على أكفهم، وباعوا الدنيا بالآخرة، وبذلوا أموالهم وأنفسهم وأهليهم في سبيل الله، يرجون تجارة لن تبور.

  فهؤلاء وأمثالهم هم الذين ينبغي أن يكونوا أهل الوصف الذي جاء في الحديث، أما من قعد في بيته ولم يرفع قدماً عن قدم إلى سبيل الله، ولم يرم بسهم، ولم ينله جرح ولا أقل منه ولا أكثر؛ فأنى يرجى منه أو يتوقع أن ينال الإيمان من الثريا، ولم ينله من مكان قريب؟! فإن من ترك الجهاد والقتال في الأرض لا يتأتى منه القتال في السماء! {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ٥٢}⁣[سبأ]، وقد تركوه من مكان قريب!

  والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.