إجماع أهل البيت $ على إمامته # بما فيهم الباقر والصادق @
  وفي كتاب أبو الحسين زيد الشهيد للسيد محسن الأمين: روى الخوارزمي في كتاب المقتل عن جابر الجعفي أنه قال: قال لي محمد بن علي الباقر #: إن أخي زيد بن علي خارج ومقتول وهو على الحق، فالويل لمن خذله، والويل لمن حاربه، والويل لمن يقتله»، قال جابر: فلما أزمع زيد بن علي على الخروج قلت له: إني سمعت أخاك يقول كذا وكذا، فقال: يا جابر لا يسعني أن أسكت وقد خولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت ... إلخ.
  وقال السبحاني في بحوث في الملل والنحل: إذا قرأنا قول الباقر #: «ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه» وقول الصادق #: «إذا دعاكم فأجيبوه، وإذا استنصركم فانصروه» وقوله: «أشركني الله في تلك الدماء»، وقوله عندما سئل عن مبايعته: «بايعوه»، وقوله: «خرج على ما خرج عليه آباؤه»، وقوله: «برئ الله ممن تبرأ من عمي زيد» - فإن هذه الأحاديث تدلنا على أنه لم يقصد إلا إصلاح أمة جده ÷ ... إلخ.
  وفيه أيضاً: ويظهر من بعض الروايات أنه استشار الإمام الصادق # في خروجه فقال له: «يا عم إن رضيت أن تكون المقتول (المصلوب) بالكناسة فشأنك» فلما ولى قال جعفر بن محمد #: «ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه»، وأفاد في الهامش أنه رواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا. انتهى. وهذه الاستشارة التي في هذه الرواية إن صحت ليست لأخذ الإذن من الصادق # على أنه الإمام؛ لأن الاستشارة غير الاستئذان فقد قال تعالى لنبيه ÷: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}[آل عمران: ١٥٩].
  وفي هذه الروايات وغيرها دليل على إجماع أهل البيت $ على إمامة الإمام زيد بن علي # فإن الصادق والباقر @ يقولان بإمامته #، وهذه الروايات وغيرها تفيد القطع بذلك، وأما غيرهم من علماء العترة الزكية $ في ذلك العصر فإن ذلك مشهور معلوم عنهم، والإمامية لا تخالف فيهم.