[كيفية اتباع أهل البيت $ مع كثرتهم ووجودهم في مذاهب مختلفة]
  وإما خائفاً مغموراً؛ لئلا تبطل حجج الله وبيناته، وكم ذا وأين أولئك؟ أولئك - والله - الأقلون عدداً والأعظمون عند الله قدراً، يحفظ الله بهم حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم ..) إلى قوله #: (أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه ... إلخ)، وقول النبي ÷: «إن عند كل بدعة يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله ø»(١)، وقوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}[الرعد]،
= بهم حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه ... الخ. ومعنى «ظاهرا»: غالبا عاليا، مثل قوله تعالى: {فَأيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ١٤}[الصف]، وقوله تعالى: {يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ}[غافر: ٢٩]، وفي لسان العرب لابن منظور: وظهرت عليه: قويت عليه يقال: ظهر فلان على فلان أي قوي عليه. وفلان ظاهر على فلان أي غالب عليه. وظهرت على الرجل: غلبته ... إلى قوله: وقوله ø: {فَأصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ١٤} أي: غالبين عالين، من قولك: ظهرت على فلان أي علوته وغلبته. يقال: أظهر الله المسلمين على الكافرين أي أعلاهم عليهم. انتهى. وأيضا لمقابلته بالخائف المغمور؛ فإذا عرفت ذلك فـ «الظاهر المشهور» مثل الإمام الهادي # والإمام الناصر الاطروش #، والخائف المغمور مثل زين العابدين #، ولكن الظاهر والخائف قائمون لله بالحجة يبلغون حجج الله تعالى وبيناته ويعلنون الحق وينورونه عند حدوث أي بدعة يكاد بها الاسلام وينفون عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين؛ لئلا تبطل حججه وبيناته، ولذا حفظ الله تعالى بهم حججه وبيناته وكانوا خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه.
وأما قول الامامية بغيبة الحجة أكثر من الف سنة فإن هذا الكلام ينادي ببطلانه من أوله إلى آخره.
(١) رواه الإمام أبوطالب # في الأمالي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي # مرفوعا، وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في شرح الرسالة الناصحة: وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ... الخبر. وفي الكافي للكليني عن معاوية بن =