[الإمامة ووجوب الدعوة والخروج]
[الإجابة على بعض التشكيكات من الإمامية]
  
  الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وبعد:
  فهذه تساؤلات طرحها بعض المشككين في مذهب الزيدية، طلب مني بعض الإخوان الإجابة عليها؛ فأسعفته إلى طلبته مستعيناً بالله تعالى:
[الإمامة ووجوب الدعوة والخروج]
  س ١ - ما هو المراد بكلمة «إمام المسلمين»؟ وما هي خصال ومزايا الإمام التي يختص بها دون سائر الناس؟
  الجواب: المراد بكلمة «إمام المسلمين» معروف، فمن قام مقام الرسول ÷ في تبليغ أحكام الله، وتنفيذ أوامره، وجهاد الكفار والمنافقين بالنفس والمال، وأخاف أعداء الله تعالى فهو إمام المسلمين، إذا كان مستجمعاً لشروط الإمامة.
  أما شروط الإمام ومزاياه التي يختص بها دون سائر الناس فهي مذكورة في كتب أئمتنا $ الكلامية.
  س ٢ - بم تنعقد الإمامة في الإسلام ككل؟ وما الدليل على ذلك؟(١)
(١) وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في العقد الثمين: فإنا نقول: طاعة الإمام بالإجماع فرضها وعصامها البيعة فعلى الإمام الدعاء إلى البيعة، وعلى المأموم الإجابة، فما لم يدع الإمام فبماذا تلزم الإجابة، والله تعالى يقول: {يَاقَوْمَنَا أجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ}[الأحقاف: ٣١]، والنبي ÷ يقول: «من سمع واعيتنا أهل البيت ولم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم»، والواعية: هي الدعوة، وقد قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}[يوسف]، وحكى عن أنبيائه $ الدعاء إلى الله تعالى عموما، فقال حاكيا عن نوح #: {إنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا ٥ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إلا فِرَارًا ٦}[نوح]، وقال النبي ÷: «من مات ليس بإمام جماعة، ولا لإمام جماعة في عنقه طاعة، فليمت ميتة جاهلية»، وهذا يوجب على المستحق الدعاء، وعلى التابع الإجابة، =