لسان الحكمة مناقشة للإمامية،

لا يوجد (معاصر)

[الإمامة ووجوب الدعوة والخروج]

صفحة 25 - الجزء 1

  الجواب: تنعقد بالدعوة والخروج في سبيل الله للأمر والنهي والجهاد.

  والدليل على ذلك: ما ثبت من أن الأئمة هم خلفاء الرسول ÷ فيجب عليهم حينئذ القيام بحق الخلافة ومنها الدعوة إلى دين الله، والخروج في سبيل الله، وجهاد أعداء الله، وتماماً كما فعل رسول الله ÷، والأنبياء من قبله، [فوجوب القيام عليهم ثابت مع وجود الناصر سواء كان الإمام منهم منصوصاً عليه بنص خاص مثل أمير المؤمنين والحسنين $، ولذا قاموا بأمر الإمامة وقال أمير المؤمنين #: (لولا قيام الحجة بوجود الناصر ..) إلخ، وعندما اضطر الحسن السبط # لمهادنة معاوية قال له أخوه الحسين #: «لو لم تكن إلا في ألف رجل لكان ينبغي لنا أن نقاتل عن حقنا حتى ندركه أو نموت وقد أعذرنا» فقال له الحسن #: «فكيف لنا بألف رجل من المسلمين ...» إلى قوله #: «إنا اليوم في سعة وعذر كما وسعنا العذر يوم قبض نبينا» فقد بين الإمام الحسن السبط # عذره في المهادنة وهو عدم الناصر الذي أسقط وجوب إتمام القيام ورخص له في مهادنة معاوية، أو كان منصوصاً عليه بنص إجمالي مثل باقي الأئمة من الذرية الطاهرة $. ولكن إمامة كل واحد من الثلاثة معلومة بالنص عليه بخصوصه من النبي ÷، وأما غيرهم فالأدلة قد دلت على أن الإمامة في أهل البيت $ وعلى صفات الإمام من العلم والفضل و ... و ..، فمن قام وهو من أهل البيت $ وفيه تلك الصفات، بأمر الإمامة ودعا الخلق إلى ذلك فهو الإمام وخليفة رسول الله ÷ قطعاً، ويجب علينا إجابة دعوته.

  ومما يدل على ذلك أيضاً قوله تعالى: {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ


= فمن لم يدع لم يلزم فرض الإمامة؛ لأن الأمة وإن اختلفت في أن الدعوة طريق الإمامة فلم تختلف أن الواجب على الإمام الدعاء وقبض البيعة، وإن كان منصوصا عليه كما فعل علي #، فإنه دعا الناس إلى البيعة، وقفاه ولداه بذلك سلام الله عليهم؛ لتكون الحجة له على الأمة.