[الإجابة على بعض التشكيكات من الإمامية]
  والزيدية تستعظم فضل الإمام زين العابدين وتجل قدره، فتسميه أئمتهم لذلك بالإمام وينزلونه منازل الأئمة، وكذلك ابنه محمد الباقر #، ثم ابنه جعفر.
  وليست هذه الإمامة عند الزيدية كإمامة زيد بن علي @ فبين الإمامتين فرق، فتلك إمامة علم، وهذه إمامة علم وجهاد، فبين الإمامتين فرق عند الزيدية؛ فإذا أطلقوا لفظ إمام على الباقر فالمراد المعنى الأول، وإذا أطلقوا لفظ الإمام على زيد فالمراد المعنى الثاني.
  س ٥ - من أول من وضع شروط الإمامة، وما هو السند إليه؟
  الجواب: الذي وضع شروط الإمامة هو المشرع الحكيم، وأدلتها من الكتاب والسنة مذكورة في علم الكلام.
  س ٦ - هل يصح أن يضع شروط الإمامة غير الوحي، وهي أصل من أصول الدين التي لا مجال للاجتهاد فيها؟
  الجواب: شروط الإمامة كما ذكرنا أمرها إلى الشارع الحكيم {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}[القصص ٦٨]، {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ}[البقرة ٢٤٧].
  س ٧ - نظام النص على الإمام هو النظام الإلهي الذي كان بعد رسول الله ÷ فما هو الدليل الذي بموجبه تغير هذا النظام إلى نظام الشروط؟
  الجواب: نقول: إن الأدلة القطعية قد ساقتنا إلى هذه الطريق التي هي طريق الزيدية، وما كان ينبغي لأحد أن يعترض الحكمة الإلهية؛ إذ أن الحكيم قد سد على عباده هذا الباب، فقال جل شأنه وتعالى سلطانه: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}[الأنبياء] و {يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد} و {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}[يوسف ٤١].
  وبعد، فنقول زيادة في بيان الحجة - وإن كان القول هنا من فضول الكلام أو من نافلة الحديث -: لعل السر العجيب والحكمة البالغة فيما قلتم وذكرتم هو أن