[حديث: «من مات ولم يعرف إمامه»]
[حديث: «من مات ولم يعرف إمامه»]
  س ٤٦ - قال رسول الله ÷: «من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية»، قال الإمام الهادي #: إذا لم يوجد إمام فإمامه القرآن، فهل يجب معرفة القرآن على جميع المسلمين ومن لم يعرفه هلك؟ وما المقصود بمعرفة القرآن هل هو حفظه وترتيله؟ أم معرفة أحكامه ومحكمه ومتشابهه؟ ومن لم يعرف محكمه ومتشابهه هل يموت ميتة جاهلية؟
  الجواب: [كلام الإمام الهادي # في السؤال ناقص فقد قال في كتاب الأحكام: «إذا كان في عصر هذا الإنسان إمام قائم زكي تقي علم نقي فلم يعرفه ولم ينصره وتركه وخذله ومات على ذلك مات ميتة جاهلية؛ فإذا لم يكن إمام ظاهر معروف باسمه مفهوم بقيامه فالإمام الرسول والقرآن وأمير المؤمنين ومن كان على سيرته وفي صفته من ولده، ثم قال: ويجب عليهم أن يعلموا أن هذا الأمر في ولد الرسول ÷ وأنه لا يعدم في كل عصر حجة لله ... إلخ؛ فقد فسر كيفية معرفة الإمام، وبين أنه لا بد في كل عصر من حجة لله من أهل بيت النبوة $]، وأما معرفة القرآن فالواجب على المسلمين وجوب كفاية معرفة القرآن بمعنى أنه يجب أن يكون في البلاد ونواحيها رجل عالم بأحكام القرآن يكون مرجعاً لهم في أحكام دينهم، يرشدهم إلى ما يجب عليهم من فرائض الله وأحكامه وإلى ما يلزمهم تركه من المحارم والقبائح التي حرمها الله تعالى عليهم، فهذا هو الواجب معرفته، ومن هنا قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل]، ومن المعروف أن الصحابة في عهد النبي ÷ وبعد عهده كانوا متفاوتين في معرفة أحكام القرآن ففيهم العالم وفيهم دونه، وفيهم ... ، وفيهم الجاهل، بل وفيهم من لم يكن يعرف من القرآن شيئاً البتة، وهم الذين كانت صلاتهم بالتسبيح فقط، وقال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة ١١]، فقسم الله تعالى المؤمنين في هذه الآية قسمين: مؤمن عالم، مؤمن غير عالم، فسمى الله تعالى غير العالم مؤمناً، ولم يسلب