[متفرقات]
  هنالك: الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، والحسين بن علي الفخي وغيرهم كثير، وقد كان الإمام القاسم بن إبراهيم # داعياً إلى نفسه، وجال في البلدان، فطاف باليمن وركب منه البحر إلى السودان، ثم إلى مصر، واستخفى برهة من الزمان طويلة يدعو إلى نفسه في مصر.
  وممن دعا من أئمة الزيدية في بلاد المغرب: الإمام إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن $، ثم ابنه إدريس بن إدريس.
  وما عليك إلا أن تنظر كتاب (مقاتل الطالبيين) لتعرف البلدان التي دعا إلى الله فيها أئمة الزيدية أو التحف أو غيرهما من الكتب التاريخية التي تتحدث في هذا الباب.
  غير أن اليمن قد اختص بالنصيب الأوفر والحظ الأكبر، وهو البلد الوحيد الذي احتضن الأئمة، وحفظ عليهم دماءهم وأموالهم من دولة العباسيين، لذلك استوطنها الأئمة واستقروا فيها، واطمأنوا بعد أن كان لا يطمئن بهم دار، ولا يستقر لهم قرار، فلما استوطنوا اليمن كانوا كما قيل:
  فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافر
  ومن هنا يظهر لنا صدق قول الرسول ÷: «الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية».
  وليس معنى هذا أن الله تعالى أهمل بقية البلاد الإسلامية، ولو كان الأمر كذلك لكان الله تعالى قد أهمل الروم والافرنج والصين والسود في أفريقيا وسكان أمريكا حين لم يبعث فيهم رسولاً، فلا معنى حينئذ للسؤال، ولا وجه لإيراده، فحجة الله تعالى قائمة على جميع المكلفين بكتابه الكريم، وبمتواتر سنته.
  فعلماء جميع طوائف المسلمين يقرؤون القرآن، وفيه آية التطهير وآية المودة وغيرهما، ويقرؤون كتب الحديث وفيها حديث الثقلين والسفينة والكساء وغير ذلك كثير، فمن أراد الحق فعليه بطلبه من عند أهله، وقد أرشد الله تعالى جميع المسلمين إلى أهل الحق ودل عليهم وعرفهم بما لا مزيد عليه، ثم أمر الله تعالى