[متفرقات]
  هذا التصويب، غير أن خطأهما في هذه المسألة لا يسلبهما أهلية الإمامة والتقليد، ولا يكاد يسلم من الخطأ أحد من أولاد آدم حتى الأنبياء والرسل.
  وقد قال الله تعالى لمحمد ÷: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ... الآية}[التوبة]، {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٦٨}[الأنفال]، {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ ...}[التحريم: ١]، {عَبَسَ وَتَوَلَّى ١}[عبس]، {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ١٢١}[طه]، ولا شك أن المعصية هذه كانت من قبيل الخطأ لا من جهة العمد لقوله تعالى: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ١١٥}[طه].
  وبناءً على هذا فالأئمة $ ليسوا أرفع مقاماً في هذ الباب من أنبياء الله ورسله À، فيجوز عليهم ما يجوز على الأنبياء، وقد قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}[الأحزاب ٥].
  س ٥٥ - جاء في الحديث: أن رسول الله ÷ قاتل على التنزيل وعلي # يقاتل على التأويل، فأين هذا التأويل الذي قاتل الإمام علي # عليه؟
  الجواب: الواقع بالفعل هو كما جاء في الحديث، فالرسول ÷ كانت تنزل عليه الأوامر الربانية من السماء فيعمل على حسبها فحين نزلت عليه آيات الجهاد والقتال جاهد وقاتل، أما أمير المؤمنين فإنه قاتل أعداءه، لا على نزول أوامر من السماء فالوحي قد انقطع، وإنما كان ينظر في كتاب الله فيعمل على حسب ما تدل عليه وتئول إليه من المعنى، فإذا نظر في القرآن وعرف المعنى الذي تئول إليه الآية عمل به، وليس معنى الحديث سوى ما ذكرنا، والتأويل هو التفسير.
  س ٥٦ - إمام من أئمة أهل البيت $ يروي عن معاوية بن أبي سفيان الذي لعنه الله ورسوله، فهل يجوز ذلك؟
  الجواب: الرواية عن معاوية لعنه الله مذكورة في شرح الأربعين السيلقية للإمام عبدالله بن حمزة #، وليست في شيء مما يتعلق بالتكليف وإنما هي