لسان الحكمة مناقشة للإمامية،

لا يوجد (معاصر)

[متفرقات]

صفحة 74 - الجزء 1

  أولاً: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١١١}⁣[البقرة]، فإن قالوا: قد رويت أحاديث كثيرة في عصمة الأئمة الاثني عشر ... إلخ، قلنا: لم تعرف تلك الروايات إلا من عند الإمامية، وشهادتهم لأنفسهم غير مقبولة، وليسو في ذلك إلا كما قيل في المثل الشعبي: (من شاهدك يا ثعيلي قال ذيلي).

  س ٦٢ - يقولون: إن المهدي # غائب قياسا على غياب عيسى #، وقد ذكره الإمام الناصر الأطروش # في وقته إنه في شعاب اليمن فكيف هذا؟

  الجواب: المهدي # وعد موعود يأتي في آخر الزمان ... الخ، أما أنه قد ولد في القرن الثالث ثم غاب فهو الآن غائب فمن خرافات الإمامية، والآن قد مضى منذ ولادته كما يزعمون ألف ومائة وخمسون عاما تقريبا، وهذا أمر خارق لنواميس العادة الإلهية، وقد قال تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ٦٢}⁣[الأحزاب]، وفي آية: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ٤٣}⁣[فاطر].

  أما قياسهم له على عيسى # فقياس مدخول، لماذا لا يحكمون بموته بالقياس على النبي ÷ وبالقياس على علي بن أبي طالب والحسن والحسين # و ... و ... الخ، أو على أي من أبناء جنسه من هذه الأمة.

  نعم، نحن معاشر الزيدية لا ننكر قدرة الله تعالى على أن يعمر إنسانا ما ألف سنة أو ألفين أو أكثر غير أن الله تعالى وهو الحكيم العليم قد بنى أمر الدنيا على سنن وقوانين وأسباب فجعل تكاثر البشر والحيوانات مبنيا على النكاح والتزاوج وربط تعالى نزول المطر بالرياح والسحاب، ثم جعل ذلك سببا في نبات الأرزاق، ثم جعل تعالى من ذلك سببا لحياة الإنسان والحيوان و ... و ... الخ.

  هذا، وقد يجري الله تعالى في بعض الأزمنة شيئا على خلاف عادته وسنته كما خلق عيسى من غير أب وأحيا له الموتى، وفلق لموسى البحر، وكناقة صالح وغير ذلك من ما حكاه الله تعالى في القرآن وجعله آية لأنبيائه ومعجزة لتصديق رسله، أما خرافة الإمامية فلم يتحدث عنها القرآن ولم يتواتر بها النقل عن النبي ÷،