[الشفاعة]
  التسهيل والتهاون بفعل المعاصي ما لا يخفى، فيكون معنى الشفاعة لو كان الأمر كما ذكروا: ليس عليكم من فعل الكبائر أيها المسلمون أي بأس فارتكبوا فواحش الزنا واللواط والقتل و .... و ... الخ فإني سأشفع لكم، فارتكبوا ما شئتم من ذلك فلن يلحقكم بسبب ذلك حساب ولا عقاب، وستنعمون في الجنة بشفاعتي مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، هكذا يكون فحوى الشفاعة لو كان الأمر كما يزعمون.
  ٣ - الشفاعة لأهل الكبائر قبيحة، والله تعالى لا يفعل القبيح، والشاهد على ذلك فطرة العقل، فإن الدولة مثلاً لو قيدت أهل الجرائم وحبستهم، ثم جاء بعض الوجهاء يتشفع في خروجهم؛ لَمَقَتَهُ أهل العقول، وسقطت منزلته عندهم.
  ٤ - المعهود في الشاهد الذي جرت عليه سنة البشر أن الشفاعة المقبولة عند الملوك والرؤساء إنما تكون لمن يخلص في عمله فينال بالشفاعة منصباً أعلى، ومرتبة أسنى، دون الخائن فلا يقبل في حقه شفاعة، ولا ينال بسبب خيانته أي ترقية، ولا يحصل على أي كرامة.
  ٥ - إن الله تعالى في كتابه - وهو أصدق القائلين، ولا يخلف الميعاد - توعد قاتل المؤمن بالخلود في النار، وتوعد العائد في أكل الربا بالخلود في النار، وتوعد الزناة بالخلود في النار.
  ٦ - قال تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}[السجدة].
  ٧ - إنك لو استعرضت القرآن لوجدت أن الوعد بالجنة خاص بالمؤمنين