لسان الحكمة مناقشة للإمامية،

لا يوجد (معاصر)

[إمامة الإمام زيد بن علي #]

صفحة 79 - الجزء 1

  المتقين الذين يعملون الصالحات مثل قوله تعالى: {سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣}⁣[آل عمران]، إلى آخر الآيات من آل عمران، أما العصاة المرتكبون للجرائم فلم نجد لهم في كتاب الله تعالى إلا الوعيد بالعذاب العظيم والخلود في نار الجحيم، كقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا ...} الآية [النساء: ١٤].

[إمامة الإمام زيد بن علي #]

  س ٦٧ - يقولون: إن الإمام زيد بن علي لم يخرج إلا بإذن جعفر الصادق، وأنه لو انتصر لسلمها إليه؛ لأنه لم يدع إلى نفسه، بل دعا إلى الرضا من آل محمد، بين لنا ذلك؟

  الجواب والله الموفق والمعين: أن الإمام زيد # هو الإمام والخليفة، وذلك أنه هو الذي احتوش مقومات الخلافة من جميع جهاتها، دون جعفر الصادق #، فقد أصحر للناس بدعوته، وأعلن المقاطعة للظالمين، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، مجاهداً بماله ونفسه وأهل بيته، مهاجراً إلى الله غير هياب ولا خائف، قائلاً: «والله إني لأستحي أن ألقى رسول الله ÷ ولم آمر في أمته بمعروف، ولم أنه عن منكر»، فلما خفقت على رأسه الرايات قال: «الحمد لله الذي أكمل لي ديني».

  ومن أراد المزيد من فضائل زيد # فليطالع مقدمة التفسير المنسوب إليه #، الذي طبع في مدينة قم، أو بمطالعة مقدمة الروض النظير شرح مجموع الإمام زيد #، وهناك شيء يسير في مقدمة الصحيفة السجادية، وكفى بالقرآن شاهداً لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسله، فقد قال الصادق وتعالى سلطانه: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ٩٥ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً}⁣[النساء]، فقل لي بربك أيها المؤمن بالقرآن من هو الذي يكون أفضل من الإمام زيد بن علي # في زمانه، ومن أرضى منه.