الكواكب الدرية في النصوص على إمامة خير البرية،

صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين (المتوفى: 702 هـ)

فمنها: حديث الغدير:

صفحة 330 - الجزء 1

  وروى ابن عبّاس رضى الله عنه عن النبيّ ÷ أنّه قال: «لمّا أُسري بي إلى السماء سمعت تحت العرش: إنّ عليّاً راية الهدى، وحبيب من يؤمن بي، بلّغ يا محمّد!»، ونزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ}⁣[المائدة: ٦٧] ... الآية.

  وفي رواية أُخرى: «وإنّي لم أبعث نبيّاً إلاّ جعلت له وزيراً، وإنّك رسول الله وإنّ عليّاً وزيرك»، فكره رسول الله ÷ أن يحدّث الناس بها؛ لأنّهم كانوا قريبي العهد بالجاهليّة، حتّى مضى ستّة أيّام، فنزل: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}⁣[هود: ١٢] ... الآية، فاحتمل رسول الله ÷ حتّى كان يوم الثامن، ثمّ نزل: {يَا أَيُّهَا الرَّسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَم تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ}⁣[المائدة: ٦٧].

  والكلام من هذا الخبر يقع في مكانين: أحدهما في صحّته، والثاني في وجه دلالته ..

  أمّا صحّته، فهو معلوم بالتواتر بين خلف الأُمّة وسلفها، ولم يخالف فيه أحد من رواة الحديث، ورواه من أصحاب رسول الله ÷ مائة، منهم العشرة، ولا شكّ في بلوغه حدّ التواتر،