فمنها: حديث الغدير:
  ولايمكن لأحد إنكاره إلاّ من يرتكب طريقة البهت ومكابرة العيان.
  وأمّا وجه دلالته على إمامة أمير المؤمنين #، فهو: إنّ رسول الله ÷ لمّا قرّر ثبوت ولايته بقوله: «ألست أوٌلى بكم من أنفسكم» عطف على ذلك قوله: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه». و «مولى» في اللغة بمعنى «أوْلى»، فيجب أن نحمل عليه كلامه ÷. والأوْلى هو الأحقّ والأملك، وذلك معنى الاِمامة.
  أمّا إنّ لفظة «مولى» تستعمل في اللغة بمعنى «أوْلى» فيدلّ عليه قوله تعالى، في قصّة أهل النار: {مَأواكُمُ النّارُ هِيَ مَولاكُم}[الحديد: ١٥] ومنه قول لبيد:
  فَغَدت كلا الفَرجَين تحسبُ أنّه ... مولى المخافة خلفُها وأمامُها
  بمعنى: أوْلى بالمخافة.
  وأمّا إنّه يجب أن نحمل عليه كلام الرسول ÷، فالذي يدلّ على ذلك: أنّا متى حملنا لفظة «مولى» التي في الخبر على معنى «أوْلى» كان الكلام مرتبطاً بعضه ببعض، فيكون أكمل للمعنى، وأتّم للنظم، وأحسن للاتّصال، وذلك هو الواجب في كلام الفصحاء ..