الكواكب الدرية في النصوص على إمامة خير البرية،

صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين (المتوفى: 702 هـ)

ومن ذلك حديث بيعة العشير

صفحة 361 - الجزء 1

  ثمّ أمر عمر بن الخطّاب، فقال: هذا رأي رأيته أو وحي نزل؟ قال: «بل وحي نزل»، فقال: سمعاً وطاعة، فقال عليّ: «اللّهمّ اشهد».

  ثمّ قال للمقداد بن الأسود، فقام ولم يقل مثل مقالة الأوّلين، فأتاه رضى الله عنه فسلَّم عليه.

  ثمّ قال لأبي ذرّ، فسلَّم عليه.

  ثمّ قال لحذيفة، فقام فسلَّم عليه.

  ثمّ أمرني، فسلّمت عليه، وأنا أصغر القوم سنّاً، وأنا ثامنهم.

  فلمّا قبض رسول الله ÷ وأنا غائب، فلمّا قدمت وجدت أبا بكر قد استخلف، فدخلت عليه فقلت: يا أبا بكر! أما تحفظ سلّمنا على عليّ بن أبي طالب ~ بأمر رسول الله ÷ بإمرة أمير المؤمنين؟!

  فقال: بلى.

  فقلت: ما لك فعلت الذي فعلت؟!

  قال: إنّ الله تعالى يحدث الأمر بعد الأمر، ولم يكن الله تعالى ليجمع الخلافة والنبوّة في أهل بيت.

  فانظر إلى هذا الكلام الفاضح؛ إذ جعل أبو بكر كون آل محمّد أهل بيت النبوّة سبباً لتأخّرهم عن الخلافة! إنّ في هذا وأمثاله لبلاغاً لمن آثر الآخرة، واطّرح الحاضرة، فلم يكن من أرباب الصفقة الخاسرة!