الكواكب الدرية في النصوص على إمامة خير البرية،

صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين (المتوفى: 702 هـ)

ومن ذلك حديث بيعة العشير

صفحة 360 - الجزء 1

  وذلك ما رويناه مسنداً إلى أمير المؤمنين #، قال: «دخلت على رسول الله ÷ ورأسه في حجر دحيّة بن خليفة الكلبي، فسلّمت عليه، فقال لي دحيّة: وعليك السلام يا أمير المؤمنين، وفارس المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، وإمام المتّقين.

  ثمّ قال لي: تعال خذ رأس نبيّك في حجرك، فأنت أحقّ بذلك.

  فلمّا دنوت من رسول الله ÷ ووضعت رأسه في حجري لم أر دحيّة، وفتح الرسول ÷ [عينه] وقال: يا علي! من كنت تكلّم؟ قال: قلت: دحيّة.

  فقصصت عليه القصّة، فقال: لم يكن ذلك دحيّة وإنّما كان جبريل #، أتاك ليعرّفك أن الله سمّاك بهذه الأسماء».

  فهل ترى أيّها الطالب النجاة: إنّ من سمّى نفسه بإمرة المؤمنين، أو سمّاه عمر وأبو عبيدة، مثل من سمّاه الله تعالى وجبرئيل ومحمّد صلّى الله عليهما؟!

  وروينا عن عبدالله بن بريدة، قال: جمع رسول الله ÷ سبعة رهط وأنا ثامنهم فقال: «أنتم شهداء الله في الأرض أبديتم أم كتمتم»، ثمّ قال: «يا أبا بكر! قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين»، فقال أبو بكر: عن أمر الله وأمر رسوله؟ قال: «نعم هو الذي أمرني»، قال عليّ: «اللّهمّ اشهد».