وأما دلالة السنة الشريفة:
  من رواة الحديث، بل رواه المخالف والمؤالف.
  ووجه دلالته - على أنّ إجماع أهل البيت حجّة - ظاهر من حيث حكمه ÷ - وهو لا ينطق عن الهوى {إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى}[النجم: ٤] - بنجاة من تمسّك بآل محمّد $، والنجاة شائعة في ما يَقْفوهم فيه مشايعهم ومتابعهم من قول وعمل واعتقاد. ولَما حكم ÷ بغرق المتخلّف عنهم، أو هلاكه على حسب الرواية، مبيّناً بذلك كونه عاصياً لربّه، وضالاًّ عن منهاج دينه ..
  وقد بالغ ÷ في بيان ذلك أشدّ المبالغة بتمثيل عترته: بسفينة نوح ﷺ، وقد علمنا أنّه لم ينجُ من أُمّة نوح إلاّ من ركب في السفينة، وكذلك يهلك من أُمّة محمّد ÷ من لم يتمسّك بعترته الطاهرة الأمينة؛ وإلاّ كان تمثيل النبيّ ÷ لا معنى له.
  ومن جملة الأدلّة على صحّة إجماع الآل: قد ظهر واشتهر عنه ÷ ممّا يوجب إلينا الكيس والنعت البليغ لعترته أهل بيته: بكونهم ورّاث حكمته، وخزنة علمه، وهداة أُمّته، وأملاك الأمر، وولاة الحلّ والعقد، وأنّهم - على الحقيقة - السادة وغيرهم المسود، والمتَّبعون والناس أتباع ..
  وجاء في ذلك من الأخبار ما لا يحصى باستقصاء:
  فمنها: قوله ÷: «أهل بيتي كباب حطّة في بني إسرائيل، من دخله غفر له»، و: «هم كالكهف لأصحاب