البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

[معاني الأذن]

صفحة 154 - الجزء 1

  فجوابنا لهم في ذلك: أنهم إنما أتوا واسلافهم قبلهم من طريق لكنتهم، وقلة معرفتهم باللغة.

[معاني الأذن]

  وأن معنى الأذن في لغة العرب على ثلاثة وجوه لاغير.

  فوجه من ذلك: الأمر، والله لايأمر بالسحر وينهى عنه، قال جل ذكره: {أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ}⁣[الحج: ٣٩].

  ووجه: التخلية.

  ووجه: العلم، قال الله جل ذكره: {وَيَومَ يُناديهِم أَينَ شُرَكائي قالوا آذَنّاكَ ما مِنّا مِن شَهيدٍ}⁣[فصلت: ٤٧] معنى آذناك: نعلمك مامنا من شهيد.

  والتخلية: فتكون مع علم أومع أمر، تقول العرب: قد أذن فلان لغلامه أن يفعل كذا، معناه: قد أمره وخلاه يفعل ذلك.

  وتقول العرب: مافعل فلان كذا إلا بإذني، معناه: إلا بعلمي.

  لايعرف في الأذن غير هذه المعاني، ومن ذلك قولهم: إذا مات لهم ميت آذنوا الناس حتى يحضروه، أي: أعلموهم بموته.

  ومن ذلك الأذان للصلاة إنما هو اعلام الناس بوجوب الصلاة ليحضروا، ومن ذلك قول الله سبحانه: {وَأَذِّن فِي النّاسِ بِالحَجِّ}⁣[الحج: ٢٧] معناه وأعلمهم بالحج ليأتوك رجالا وركبانا.